فاز كين لوتش بجائزة السعفة الذهبية مرتين في مهرجان كان السينمائي، الأولى عن فيلمه حول حرب الاستقلال الإيرلندية "الريح التي تهز الشعير" (2006( والثانية عن فيلمه "أنا، دانييل بلايك" (2016) الذي يتناول القوانين المتعلقة بالبطالة في بريطانيا. لواش واحد من المخرجين القلائل في تاريخ السينما الذي تحول اسمه، بحد ذاته، وصفاً لنوع من الأفلام، فعندما تصف فيلماً بأنه "لوتشيني" فأنت تتحدث عن دراما اجتماعية واقعية لها أثر سياسي على العالم الحقيقي. أخرج لوتش خلال مسيرته التي بدأت قبل ستة عقود العديد من أعمال التلفزيون والسينما المهمة.
في مساء يوم الأربعاء من العام 1966 تجمع 12 مليون شخص حول أجهزة التلفاز الخاصة بهم في بريطانيا لمشاهدة مسرحية تلفزيونية من إنتاج هيئة الإذاعة البريطانية باسم "عودي للمنزل يا كاثي"، تناولت قضايا التشرد وحق الأم في الوصاية على أولادها والبطالة. هزت هذه المسرحية أسس المجتمع وأدت إلى إنشاء جمعيات خيرية تعنى بالمشردين وإثارة نقاشات حول هذا الموضوع في البرلمان البريطاني. وفي العام 2005 اعتبرت هذه المسرحية الأكثر تأثيراً في تاريخ المملكة المتحدة. أي أن لوتش كان قد ثبّت نفسه كمؤثر في مجال صناعة السينما حتى قبل أن يخرج فيلمه السينمائي الأول "البقرة الفقيرة" (1967)، وتجلى إبداعه أكثر في أفلام مثل "كيس" (1969) و"ريف راف" (1991)، و"ليدي بيرد، ليدي بيرد" (1994)، و"إنه عالم حر" (2007) وآخر أفلامه "عفواً لم نجدكم" (2019).
تحمل العديد من هذه الأعمال علامة لوتش المميزة بأسلوبها في الملاحظة واستخدام الممثلين غير المحترفين والكوميديا غير المتوقعة.
يتحدى لوتش العرف بتصويره أفلامَه بحسب التسلسل الزمني دون أن يرى الممثلون النص بالكامل، منتجاً بذلك تجربة سينمائية متميزة وفريدة من نوعها لا تستطيع أن تنساها بمجرد أن تراها. ولوتش ليس أحد أهم مناصري الفن السينمائي فحسب، وإنما أيضاً ناشط مستعد لقول الحقيقة في وجه السلطة.